راهب الفن
ساهر الجرح لم ينم
كيف يغفو على الضرم
مؤلم كلّما بكى
سخر الجرح و ابتسم
لا تسل عنه إنّه
ضاع في زحمة الظلم
شاعر يعزف الشقا
و يغنّ الدجا الأصم
حار في الحب قلبه
حيرة الصمت في القمم
راهب الفنّ صدره
للصبابات مزدحم
كلّما كتّم الهوى
فضح الفنّ ما كتم
كلّما صان سرّه
ضجّ في الصدر و احتدم
لم يطق حشمة الجوى
من رأى الشاعر احتشم ؟
لا تسل ما شدا و لا
كيف غنّى الهوى ؟ و كم ؟
شاعر ذاب صمته
في كؤوس الهوى نغم
و سقاه الحنين من
كأسه خمرة العدم
إنّ تاريخ عمره
قصّة الحبّ و الألم
كلّما ارتاد مرتعا
للهوى عاد بالندم