الرقص مع الحياة
يا حياتي و يا حياتي إلى كم
أحتسي من يديك صابا و علقم
و إلى كم أموت فيك و أحيا
أين منّي القضا الأخير المحتّم
أسلميني إلى الممات فإنّي
أجد الموت منك أحنى و أرحم
و إذا العيش كان ذلّا و تعذيـ
با فإنّ الممات أنجى و أعصم
…
ما حياتي إلاّ طريق من الأشـ
واك أمشي بها على الجرح و الدم
و كأنّي أدوس قلبي على النا
ر و أمضي على الأنين المضرّم
لم أفت مأتما من العمر إلاّ
و ألاقي من بعده ألف مأتم
و حياة الشّقا على الشاعر الحسّـ
اس أدهى من الجحيم و أدهم
…
و أنا شاعر و ما الشعر إلاّ
خفقاتي تذوب شجوا منغّم
شاعر صان دمعه فتغنّى
بلغات الدموع شعرا متيّم
علّمته الطيور أحزانها البكـ
ما فغنّى مع الطيور و رنّم
…
إيه يا شاعر الحياة و ماذا
نلت منها إلاّ الرجاء المعشّم
أنت باك تحنو على كلّ باك
أنت قلب على القلوب مقسّم
قد قرأت الحياة درسا فدرسا
و تجّليت كلّ سرّ مكتّم
فرأيت الحياة لم تصف إلاّ
لعبيد الحطام و الذلّ و الدم
طيبها للئام لا الملهم الشا
دي و هيهات أن تطيب لملهم
…
أيّهاذي الحياة ما أنت إلاّ
أمل في جوانح اليأس مبهم
غرّة تضحك العبوس و تبكي
فرحا هانئا و تشقي منعّم
…
يا حياتي و ما حياتي و ما معـ
نى وجودي فيها لأشقى و أظلم
ربّ رحماك فالمتاه طويل
و الدجا في الطريق حيران أبكم
قد أتيت الحياة بالرغم منّي
و سأمضي عنها إلى القبر مرغم
أنا فيها مسافر زادي الأحـ
لام و الشعر و الخيال المجسّم
و شرابي و همّي , و آهي أغاريـ
دي نوري عمى الظلام المطلسم
ليس لي من غضارة النور لحظٌ
لا و لا فقي يدي سوى الظُفر درهم
ليت شعري مالي إذا رمت شيئا
حال بيني و بينه القفر و اليم
لم أجد ما أريد حتّى الخطايا
أحرام عليّ حتّى جهنّم
كلّ شيء أرومه لم أنله
ليتني لم أرد و لا كنت أفهم
أنا أحيا مع الحياة و لكن
عمري ميّت الأماني محطّم
ليتني – و الحياة غرم و غنم –
نلت من صفوها على العمر مغنم .