مواضيعالآدابشعر عربيكن على حذر من الدنيا

كن على حذر من الدنيا

بواسطة : admin | آخر تحديث : 19 مارس، 2021 | المشاهدات: 985

– من هو أبو سعيد البربري 

هو سابق بن عبد الله البربري، أبو سعيد، وهو شاعر من للزهاد .

له كلام فى الحكمة والرقائق، وهو من موالي بني أمية، ولقب بالبربري ولم يكن من البربر، سكن الرقة، وكان يفد على عمر بن عبد العزيز، فيستنشده عمر، فينشده من مواعظه .

– كن على حذر من الدنيا

وعندما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أرسل له سابق البربري هذه القصيدة يعظه فتأثر بها عمر بن عبد العزيز تأثيراً كبيراً وقال:

باسم الذي أُنزلت من عنده السورُ ..

والحمد الله أما بعد يا عمرُ ..

إن كنت تعلم ما تأتي وما تذرُ ..

فكن على حذَر قد ينفعُ الحذرُ ..

واصبر على القدر المجلوب وارض به ..

وإن أتاك بما لا تشتهي القدرُ ..

فما صفا لامرئٍ عيش تسر به ..

إلاسيتبع يوما صفوه كدرُ ..

واستخبر الناس عما أنت جاهله ..

إذا عميتفقد يحلو العمى والبصرُ ..

قد يرعوي المرءُ يوما بعد هفوته ..

وتحكُم الجاهلَ الأيام والعبرُ ..

أن التقي خير زادٍ انت حاملهُ ..

والبر أفضل شيءٍ ناله بشرُ ..

من يطلب الجور لا يظفر بحاجته ..

وطالب الحق قد يهدى له الظفر ..

وفى الهدى عبر تشفى القلوب بها ..

كالغيث ينضر عن وسيمه الشجرُ ..

وليس ذو العلم بالتقوي كجاهلها ..

زلا البصر كأعمي ماله بصرُ ..

والرشد نافلة تهدي لصاحبها ..

والغي يكره منه الورد والصدرُ ..

قد يربق المرء أمر وهو يحقره ..

والشي يا نفس ينمى وهو يحتفرُ ..

وربما جاءني ما لا أؤملهُ ..

وربما فات مأموُل منتظرُ ..

لايشبع النفس شىءُ حين تحرزه ..

ولا يزال لها فى غيره وطرُ ..

والذكر فيه حياة للقلوب كما ..

يُحيي البلاد إذا ما ماتت المطرُ ..

والعلم يحلو العمى عن قلب صاحبه ..

لما يُجلى سواد الظلمة والقمرُ ..

لا ينفع الذكر قلباً قاسياً أبداً ..

وهل يلين لقول الواعظ والحجرُ ..

والموت جسر لمن يمشى على قدم ..

إلى الأمور التى تُخشى وتنتظرُ ..

فهم يمرون أفواجاً وتجمعهم ..

دار إليها يصير والبدو والحضرُ ..

من كان فى معقل للجزر أسلمه ..

أو كان فى خمرٍ لم يُنجه خمرُ ..

حتى متى أنا فى الدنيا أخو كلفٍ ..

فى الخدِّ متى إلى لذاتها صَغَرُ ..

ولا أرى أثراً للذكر فى جسدى ..

والماءُ فى الحجر القاسي له أثرُ ..

لو كان يسهر عينى ذكر آخرتى ..

كما يؤرقني للعاجل السهرُ ..

إذا لداوين قلباً قد أضر به ..

طول السقام ووهن العظم ينجبرُ ..

ما يلبث الشيءُ أن يبلى إذا اختلفت ..

يوماً على نقضه الروحات والبكرُ ..

والمرء يصعظ ريعان الشباب به ..

وكا مصعدهٍ يوماً ستنحدرُ ..

وكل بيتٍ خراب بعد جدته ..

من وراء الشباب الموتُ والكبرُ ..

بينا يرى الغض لدناً في أرومته ..

ريان أضحى حطاماً جوفه نخرُ ..

كم من جميع أشتَّ الدهر شملهم ..

وكل شئٍ جميع سوف ينتثرُ ..

ورب أصعدِ سامي الطرف متعصب ..

بالتاج نيرانه للحرب تستعرُ ..

يظل يفترش  الديباج محتجباً ..

عليه تُبى قباب الملك والحجرُ ..

قد غادرته المنايا وهو مستلبُ ..

مجدل تربُ الخدين ينعقرُ ..

لهظ بيوت بمستنّ السيول وهل ..

يبقى على الماء بيت أُسُّه مدرُ ..

إلى الفناء وإن طالت سلامتهم ..

مصير كل بني أنثى وإن كثروا ..

إن الأمور إذا استقبلتها اشتبهت ..

وفى تدبرها التبيان والعبرُ ..

والمرء ما عاش فى الدنيا له أملُ ..

إذا انقضى سفر منا أتى سفرُ ..

لها حلاوة عيشٍ غير دائمةٍ ..

وفى العواقب منها المُرُّ والصبرُ ..

إذا انقضت زمر آجالها نزلت ..

على منازلها من بعدها زمرُ ..

وليس يزجركم ما توعظون به ..

وإلبهم يزجرها الراعى فتنزجرُ ..

أصبحتم جزرا للموت يقبضكم ..

كما البهائم فى الدنيا لها جزرُ ..

لا تبطروا واهجروا الدنيا فإن لها ..

غبَّا وخيما وكفرُ النعمة والبطرُ ..

تم اقتدوا بالألى كانوا لكم غُررَا ..

وليس من أمةٍ إلا لها غررُ ..

حتى تكونوا على منهاج أولكم ..

وتصبروا عن هوى الدنيا كما تصبروا ..

مالى أري الناس والدنيا موليةُ ..

وكل حبلٍ عليها سوف ينبترُ ..

لا يشعرون بما فى دينهم نقصوا ..

جهلاً وإن نقصت دنياهم شعروا ..

من عاش أدرك فى الأعداء بغيته ..

ومن يمُت فله الأيام تنتصرُ ..

 

 

 

 

 

الكلمات المفتاحية: