لو أن الحكومة راقبت السينما ، والتمثيل ، ولم تسمح إلا بالرواياتة المهذبة لكانة ذلك من خير ما تصرف فيه أوقاتة الفراغ ، ولأصبحت دور السينما والتمثيل مدرسة مفيدة تعلم طبائع الإنسان ، وتعرض أجمل المناظر ، وترقي الشعور ، وتهذب العواطف ، وتقدم صورة جميلة لأداب اللياقة ، وتشرح عادات الناس المختلفة إلى كثير من أمثال ذلك .
ومن خير ما يصرف فيه وقت الفراغ ، أن يكون الإنسان هوى (هواية ) في شيء مفيد ، كأن يكون له هوى في تربية الطيور ، أو الزهور ، أو استعراض الأثار في العصور المختلفة ، ومقارنة بعضها ببعض ، ففي ذلك لذة كبرى ، وفائدة عظيمة
وشر ما يصرف فيه الوقت (المقاهي ) والأندية العامة ، إن من يصرف كل يوم ساعة في هذه المحال في عشر سنين ، وهي مدة كافية لتعلم لغة جديدة ، أو معرفة علم أو التضلع من علوم ، فكيف بمن ينفقون كل يوم ساعتين أو ثلاثا أو أكثر ؟ ..