خطبة عن الأخلاق

جوجل بلس

– الأخلاق

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ ‏سُلْطَانِهِ، جَعَلَ الأَخْلاَقَ مِنْ أَفْضَلِ‎ ‎مَا يَكْتَسِبُ الْمَرْءُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ ‏اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَثْنَى ‏عَلَى التَّمَسُّكِ بِالْعَادَاتِ الْحَمِيدَةِ، وَالسُّلُوكِيَّاتِ السَّدِيدَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ ‏وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ ‏بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ ‏خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (‏ ‏).‏‎ ‎ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ : لَقَدِ اعْتَنَى الإِسْلاَمُ بِالْقِيَمِ السُّلُوكِيَّةِ وَالأَخْلاَقِيَّةِ، وَجَاءَ النَّبِيُّ ‏‏ لِيُشَيِّدَ صَرْحَهَا، وَيُتَمِّمَ بِنَاءَهَا، وَحَثَّ ‏‏ عَلَى التَّحَلِّي بِالأَخْلاَقِ الْحَمِيدَةِ، ‏وَالسُّلُوكِيَّاتِ الْفَاضِلَةِ، فَقَالَ ‏‏ :«إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ ‏قَائِمِ اللَّيْلِ، صَائِمِ النَّهَارِ»(‏ ‏).‏ ‏ وَضَمِنَ ‏‏ بَيْتًا فِي أَعَالِي الْجِنَانِ لِمَنِ اجْتَهَدَ فِي تَحْسِينِ أَخْلاَقِهِ وَسُلُوكِيَّاتِهِ ‏فَقَالَ ‏‏ :« أنا زعيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإن كان ‏مُحِقًّا ، وَبِبَيْتٍ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا ، وببيتٍ ‏في أعلَى الجنةِ لمَن حَسَّنَ خُلُقَهُ. »(‏ ‏).‏‎ ‎لِأَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يُثَقِّلُ الْمِيزَانَ، ‏قَالَ ‏‏ :« مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ»(‏ ‏).‏ وَإِنَّ التَّمَسُّكَ بِالْقِيَمِ الأَخْلاَقِيَّةِ مِنْ أَهَمِّ سِمَاتِ الْمُجْتَمَعِ الإِمَارَاتِيِّ، الَّتِي تُؤَثِّرُ ‏إِيجَابًا فِي تَمَاسُكِهِ وَتَلاَحُمِهِ وَرُقِيِّهِ، وَتُحَصِّنُ الأَجْيَالَ مِنْ تَبَدُّلِ عَادَاتِهِمْ ‏وَتَقَالِيدِهِمْ، وَتَدْعُوهُمْ لِلْحِفَاظِ عَلَى تُرَاثِهِمُ الأَصِيلِ وَالْقِيَمِ الدِّينِيَّةِ النَّبِيلَةِ الَّتِي ‏يُمَارِسُونَهَا بِدَوَافِعَ ذَاتِيَّةٍ وَقَنَاعَاتٍ نَابِعَةٍ مِنَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَالاِقْتِدَاءِ بِهَدْيِ ‏رَسُولِهِ ‏‏.‏ وَمِنْ أَهَمِّ تِلْكَ الأَخْلاَقِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الدِّينُ الإِسْلاَمِيُّ الْحَنِيفُ: الصِّدْقُ فِي ‏الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ؛ فَإِنَّ لَهُ أَثَرًا كَبِيرًا فِي تَوْطِيدِ الْعَلاَقَاتِ، وَحُسْنِ التَّعَامُلِ بَيْنَ ‏النَّاسِ، وَهُوَ قِيمَةٌ أَخْلاَقِيَّةٌ جَزَاؤُهَا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُخَلِّدَ الصَّادِقِينَ فِي الْجِنَانِ، ‏وَيَنْعَمُوا بِرِضَا الرَّحْمَنِ (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ ‏جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا ‏عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (‏ ‏) . ‏ وَإِنَّهُ لَفَوْزٌ عَظِيمٌ لِمَنْ صَدَقَ إِذَا حَدَّثَ، وَأَدَّى إِذَا اؤْتُمِنَ، فَالأَمَانَةُ ‏قَرِينَةُ الصِّدْقِ، وَإِنَّهَا خُلُقٌ كَرِيمٌ، تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ الإِيمَانِ، وَبِهَا تُحْفَظُ ‏الأَمْوَالُ وَالأَعْرَاضُ، وَتُؤَدَّى الْحُقُوقُ إِلَى أَصْحَابِهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( إِنَّ ‏اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا‎ ‎‏(‏ ‏). وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى ‏الَّذِينَ يُرَاعُونَ الأَمَانَةَ فَقَالَ: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) ‏‏(‏ ‏). وَحِينَ يَتَمَسَّكُ النَّاسُ بِالأَمَانَةِ فِي مُعَامَلاَتِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ يُعَزِّزُ ‏الثِّقَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ مُجْتَمَعِهِمْ، وَيُرَسِّخُ الْمَوَدَّةَ بَيْنَهُمْ. ‏ يَا أَصْحَابَ الأَخْلاَقِ الْفَاضِلَةِ: إِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْقِيَمِ الأَخْلاَقِيَّةِ الَّتِي لَهَا أَثَرٌ ‏كَبِيرٌ فِي ضَبْطِ النَّفْسِ، وَتَهْذِيبِ السُّلُوكِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تعالَى بِهِ فَقَالَ: ‏‏(وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ* وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ ‏بِاللَّهِ)(‏ ‏). ‏ وَوَعَدَ سُبْحَانَهُ الصَّابِرِينَ بِأَجْرٍ لاَ حُدُودَ لَهُ فَقَالَ: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ ‏أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (‏ ‏).‏‎ ‎وَالصَّبْرُ عَلَى ضُغُوطِ الْحَيَاةِ وَتَعَبِ الْعَمَلِ مِنْ ‏سِمَاتِ الشَّخْصِيَّةِ الإِمَارَاتِيَّةِ، نَلْمَسُ ذَلِكَ فِي صَبْرِ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ عَلَى ظُرُوفِ ‏الْمَعِيشَةِ الْقَاسِيَةِ فِي الْمَاضِي، وَفِي حُسْنِ مُعَامَلَتِهِمْ لِلنَّاسِ عَلَى اخْتِلاَفِ ‏ثَقَافَاتِهِمْ فِي الْحَاضِرِ. وَقَدْ حَثَّنَا النَّبِيُّ ‏‏ عَلَى أَنْ نَسَعَ الآخَرِينَ بِجَمِيلِ ‏الأَخْلاَقِ، وَحَمِيدِ الصِّفَاتِ، وَبَسْطِ الْوَجْهِ، وَلِينِ الْكَلاَمِ، وَسَعَةِ ‏الصَّدْرِ وَالصَّبْرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :« وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا ‏وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»(‏ ‏). وَالتَّمَسُّكُ بِهَذِهِ الأَخْلاَقِ يُرَسِّخُ الْمَحَبَّةَ ‏وَالتَّلاَحُمَ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ. ‏ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ ‏‏ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :(وَإِنَّكَ ‏لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم) (‏ ‏). وَإِنَّ الاِلْتِزَامَ بِالْقِيَمِ وَالأَخْلاَقِ، وَالْمُحَافَظَةَ ‏عَلَى الْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ وَالأَعْرَافِ يُعَبِّرُ عَنِ الْهُوِيَّةِ الْحَضَارِيَّةِ، وَالسُّمْعَةِ ‏الْعَالَمِيَّةِ، وَيَحْسُنُ بِالشَّبَابِ أَنْ يَكُونُوا مُتَمَسِّكِينَ بِمَا كَانَ يَتَمَتَّعُ بِهِ ‏مُجْتَمَعُ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ مِنَ التَّقَالِيدِ الأَصِيلَةِ، وَالْعَادَاتِ الْجَمِيلَةِ، الَّتِي ‏اسْتَمَدُّوهَا مِنْ مَبَادِئِ الدِّينِ الإِسْلاَمِيِّ الْحَنِيفِ، فَقَدْ أَقَرَّ الإِسْلاَمُ ‏السُّلُوكِيَّاتِ الْحَمِيدَةَ الَّتِي تَعَارَفَ عَلَيْها النَّاسُ فِي شُؤُونِ حَيَاتِهِمْ ‏وَأَلِفُوهَا، وَاطْمَأَنُّوا إِلَيْها وَتَوَارَثُوهَا، وَتَنَاقَلَتْهَا الأَجْيَالُ، وَتَلَقَّتْهَا ‏بِالْقَبُولِ وَالتَّقْدِيرِ، وَالاِحْتِرَامِ وَالتَّوْقِيرِ، حَتَّى صَارَت جُزْءًا مِنْ مَوْرُوثِهَا ‏الثَّقَافِيِّ، فعِنْدَمَا رَأَىَ النَّبِيُّ ‏‏ أَحَدَ الصَّحَابَةِ لَبِسَ ثَوْبًا يُخَالِفُ ‏الْعُرْفَ نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِعَهُ(‏ ‏).‏ فَالْعَادَاتُ وَالتَّقَالِيدُ لَهَا احْتِرَامُهَا وَتَقْدِيرُهَا فِي دِينِ اللَّهِ، وَالشَّبَابُ ‏يُدْرِكُونَ أَنَّ الْوَطَنَ سُمْعَةٌ شَرِيفَةٌ وَأَمَانَةٌ عَظِيمَةٌ، وَلاَبُدَّ مِنَ الْوَفَاءِ لَهُ، ‏وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ، فَهُمْ خَيْرُ سُفَرَاءَ لِلْوَطَنِ بِحُسْنِ أَخْلاَقِهِمْ، وَالْتِزَامِهِمْ ‏بِالْمَبَادِئِ الإِسْلاَمِيَّةِ، وَانْضِبَاطِهِمْ بِالْقَوَانِينِ والآدَابِ الْعَامَّةِ، ‏وَمُحَافَظَتِهِمْ عَلَى الصُّرُوحِ الْعِلْمِيَّةِ، وَالْمُنْشَآتِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ ‏الْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ؛ فَهِيَ تُمَثِّلُ وَاجِهَاتٍ حَضَارِيَّةً لِلدَّوْلَةِ؛ لِيُقَدِّمُوا بِذَلِكَ ‏الصُّورَةَ الْمُشْرِقَةَ لِلْوَطَنِ فِي سُلُوكِيَّاتِهِمْ وَمُعَامَلاَتِهِمْ مَعَ الآخَرِينَ. ‏ فَاللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِحَمِيدِ الصِّفَاتِ، وَكَرِيمِ الأَخْلاَقِ، وَوَفِّقْنَا لِحُسْنِ الْقَوْلِ ‏وَالْعَمَلِ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ‏‏ ‏وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‏أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (‏ ‏). ‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.‏ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ ‏لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ ‏وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ ‏لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ‏ أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ الشَّبَابَ هُمْ عُدَّةُ الْوَطَنِ وَعَتَادُهُ، وَمُسْتَقْبَلُهُ ‏وَبُنَاةُ أَمْجَادِهِ، وَهُمْ حَرِيصُونَ عَلَى مَا يَنْفَعُهُمْ وَيَرْفَعُ قَدْرَهُمْ، وَيَرْتَقِي ‏بِوَطَنِهِمْ عَمَلاً بِقَوْلِ النَّبِيِّ ‏‏ :« احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ ‏بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ»(‏ ‏). وَإِنَّ الدَّوْلَةَ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ حَقَّقَتْ أَعْلَى ‏الْمَرَاتِبِ فِي السُّمْعَةِ الْعَالَمِيَّةِ وَمَعَايِيرِ التَّنَافُسِيَّةِ، وَهَذِهِ مَسْؤُولِيَّةٌ ‏يَتَحَمَّلُهَا شَبَابُ الْوَطَنِ، فَيُقْبِلُوا عَلَى تَطْوِيرِ ذَاتِهِمْ، وَتَنْمِيَةِ خِبْرَاتِهِمْ، ‏وَتَوْسِيعِ مَدَارِكِهِمْ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّعَلُّمِ وَالتَّمَسُّكِ بِالْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ، ‏فَيُسَارِعُوا إِلَى اكْتِسَابِ الْمَعَارِفِ وَالْعُلُومِ الْحَدِيثَةِ الْمُتَطَوِّرَةِ، ‏لاِسْتِكْمَالِ مَسِيرَةِ الْبِنَاءِ الْحَضَارِيِّ لِلْوَطَنِ، وَيُسْهِمُوا بِفَاعِلِيَّةٍ وَإِيجَابِيَّةٍ ‏فِي كُلِّ مَجَالٍ يُعَزِّزُ رِفْعَتَهُ، ويَسْعَوْا لِبُلُوغِ الْقِمَّةِ بِجِدٍّ وَمُثَابَرَةٍ؛ فَهَذَا مِمَّا ‏يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ :« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ ‏وَأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا»(‏ ‏). ‏ فَهَلْ نُرَبِّي بَنَاتِنَا وَأَبْنَاءَنَا عَلَى التَّمَسُّكِ بِعَادَاتِنَا الأَصِيلَةِ، وَقِيَمِنَا ‏النَّبِيلَةِ، وَالتَّزَوُّدِ بِالْعِلْمِ وَالتَّحَلِّي بِالأَخْلاَقِ؟ ‏ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ ‏اللَّهِ ‏‏ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»(‏ ‏). ‏اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ‏أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، لاَ يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلاَّ ‏أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ يَا رَبَّ ‏الْعَالَمِينَ.‏ اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الأَبْرَارَ، وَأَنْزِلْهُمْ مَنَازِلَ ‏الأَخْيَارِ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، يَا عَزِيزُ يَا ‏كَرِيمُ. ‏ اللَّهُمَّ اجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ ‏جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ ‏الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ ‏إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا ‏أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. ‏ اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، ‏وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. ‏ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَنَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا ‏وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشيخ ‏محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ ‏عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ.‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ‏ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، ‏وَشُيُوخَ ‏الإِمَارَاتِ الَّذِينَ ‏انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ ‏وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. ‏اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا ‏مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا. ‏ اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا ‏الأَمْنَ وَالأَمَانَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.‏ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ‏ اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ ‏أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ ‏بَرَكَاتِ الأَرْضِ.‏ عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى ‏وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ‏‏(‏ ‏). ‏‎ ‎ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ ‏الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ‏وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (‏ ‏).‏

مواضيع ذات صلة لـ خطبة عن الأخلاق: