مواضيعقصصقصص دينيةقصة الشفاء من السرطان

قصة الشفاء من السرطان

بواسطة : admin | آخر تحديث : 25 فبراير، 2021 | المشاهدات: 396

قصة الشفاء من السرطان

منذ تسع سنوات أصبت بمرض خطير جداً ،وهناك في المغرب لا نسميه السرطان ، وغنما نسميه ” الغول ” أو ” المرض الخبيث “. أصبت بالتاج الأيسر ، وكان إيماني بالله ضعيفاً جداً ، كنت غافلة عن الله تعالى ،وكنت أظن أن جمال الإنسان يدوم طوال حياته ، وأن شبابه وصحته كذلك ، وما كنت أظن أبداً أني سأصاب بمرض خطير كالسرطان ، فلما أصبت بهذا المرض زلزلني زلزالاً شديداً، وفكرت في الهروب ، ولكن إلى أين ومرضي معي أينما كنت ؟ فكرت في الانتحار ولكني كنت أحب زوجي وأولادي ، وما فكرت أن الله سيعاقبني إذا انتحرت ، لأني كنت غافلة عنالله كما أسلفت .
وأراد الله سبحانه أن يهديني بهذا المرض ، وأن يهدي بي كثيراً من الناس ، فبدأت الأمور تتطور .
ما أصبت بهذا المرض رحلت إلى بلجيكا وزرت عدداً منالأطباء هناك ، فقالوا لزوجي : لابد من إزالة الثدي … وبعد ذلك استعمال أدوية حادة تسقط الشعر وتزيل الرموش والحاجبين ، وتعطي لحية على الوجه ، كما تسقط الأظافر والأسنان ، فرفضت رفضاً كلياً ، وقلت : إني أفضل أن أموت بثديي وشعري وكل ما خلق الله بي ولا أشوه ، وطلبت من الأطباء أن يكتبوا لي علاجاً خفيفاً ففعلوا .
فرجعت إلى المغرب واستعملت الدواء فلم يؤثر علي ، ففرحت بذلك ، وقلت في نفسي : لعل الأطباء قد أخطأوا ، وأني لم أصب بمرض السرطان ، ولكن بعد ستة أشهر تقريباً بدأت أشعر بنقص في الوزن ، لوني تغير كثيراً ، وكنت أحس بالآلام ، كانت معي دائماً ،فنصحني طبيب في المغرب أن أتوجه إلى بلجيكا فتوجهت إلى هناك . وهناك ،كانت المصيبة فقد قال الأطباء لزوجي : إن المرض قد عم ، وأصيبت الرئتان ، وأنهم الآن ليسلديهم دواء لهذه الحالة … ثم قالوا لزوجي : من الأحسن أن تأخذ زوجتك إلى بلدها حتى تموت هناك .
فُجِعَ زوجي بما سمع ، وبدلاً من الذهاب إلى المغرب ذهبنا إلى فرنساحيث ظننا أننا سنجد العلاج هناك ، ولكنا لم نجد شيئاً ، وأخيراً حرصنا على أننستعين بأحد هناك لأدخل المستشفى وأقطع ثديي وأستعمل العلاج الحاد .
لكن زوجي تذكر شيئاً كنا قد نسيناه ، وغفلنا عنه طوال حياتنا ، لقد ألهم الله زوجي أن نقوم بزيارة إلى بيت الله الحرام ، لنقف بين يديه سبحانه ونسأله أن يكشف ما بنا من ضر ، وذلك مافعلنا .
خرجنا من باريس ونحن نهلل ونكبر ، وفرحت كثيراً لأنني لأول مرة سأدخل بيت الله الحرام ، وأرى الكعبة المشرفة ، واشتريت مصحفاً من مدينة باريس ، وتوجهنا إلى مكة المكرمة .
وصلنا إلى بيت الله الحرام ، فلما دخلنا ورأيت الكعبة بكيت كثيراً لأنني ندمت على ما فاتني من فرائض وصلاة وخشوع وتضرع إلى الله ، وقلت يا رب … لقداستعصى علاجي على الأطباء ، وأنت منك الداء ومنك الدواء ، وقد أغلقت في وجهي جميعالأبواب ، وليس لي إلا بابك فلا تغلقه في وجهي ، وطفت حول بيت الله ، وكنت أسأل الله كثيراً بأن لا يخيبني ، وأن لا يخذلني وأن يحير الأطباء في أمري .
وكما ذكرت آنفاً ، فقد كنت غافلة عن الله ، جاهلة بدين الله ، فكنت أطوف على العلماء والمشايخ الذين كانوا هناك ، وأسألهم أن يدلوني على كتب وأدعية سهلة وبسيطة حتى أستفيد منها، فنصحوني كثيراً بتلاوة كتاب الله والتضلع من ماء زمزم ـ والتضلع هو أن يشرب الإنسان حتى يشعر أن الماء قد وصل إلى أضلاعه ، كما نصحوني بالإكثار من ذكر الله ،والصلاة على رسول الله .
شعرت براحة نفسية واطمئنان في حرم الله ، فطلبت من زوجيأن يسمح لي بالبقاء في الحرم ، وعدم الرجوع إلى الفندق ، فأذن لي . وفي الحرم كان بجواري بعض الأخوات المصريات والتركيات .. كن يرينني أبكي كثيراً ، فسألنني عن سببكبائي ، فقلت : لأنني وصلت إلى بيت الله وما كنت أظن أني سأحبه هذا الحب ، وثانياً : لأنني مصابة بالسرطان .
فلازمنني ولم يكن يفارقنني فأخبرتهن أنني معتكفة في بيت الله ، فأخبرن أزواجهن ومكثن معي ، فكنا لا ننام أبداً ، ولا نأكل من الطعام إلا القليل ، لكنا كنا نشرب كثيراً من ماء زمزم ، والنبيعليه الصلاة والسلام يقول :” ماء زمزم لما شرب له ” ، إن شربته لتشفى شفاك الله ، وإن شربته لظمأك قطعه الله ، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله ، فقطع الله جوعنا ، وكنا نطوف دون انقطاع ، حيث نصلي ركعتين ، ثم نعاودالطواف ، ونشرب من ماء زمزم ونكثر من تلاوة القرآن ، وهكذا كنا في الليل والنهار لاننام إلا قليلاً ، عندما وصلت إلى بيت الله كنت هزيلة جداً ، وكان في نصفي الأعلى كثير من الكويرات والأورام التي تؤكد أن السرطان قد عم جسمي الأعلى ، فكن ينصحننيأن أغسل نصفي الأعلى بماء زمزم ، ولكن كنت أخاف أن ألمس تلك الأورام والكويرات ،فأتذكر ذلك المرض في شغلني ذلك عن ذكر الله وعبادته ، فغسلته دون ألمس جسدي .
وفي اليوم الخامس ألح علي رفيقاتي أن أمسح جسدي بشيء من ماء زمزم ، فرفضت في بدايةالأمر ، ولكني أحسست بقوة تدفعني إلى أن آخذ شيئاً من ماء زمزم وأمسح بيدي على جسدي، فخفت في المرة الأولى ، ثم أحسست بهذه القوة مرة ثانية ، فترددت ، ولكن في المرةالثالثة ودون أن أشعر أخذت يدي ومسحت بها على جسدي وثديي الذي كان مملؤاً كله دماًوصديداً وكويرات وحدث ما لم يكن في الحسبان … كل الكويرات ذهبت ولم أجد شيئاً على جسدي … لا ألماً ولا دماً ولا صديداً… فاندهشت في أول الأمر ، فأدخلت يدي في قميصي لأبحث عما في جسدي فلم أجد شيئاً من تلك الأورام ، فارتعشت ، ولكن تذكرت أن الله على كل شيء قدير ، فطلبت من إحدى رفيقاتي أن تلمس جسدي ، وأن تبحث عن هذه الكويرات، فصحن كلهن دون شعور : الله أكبر… الله أكبر… فانطلقت لأخبر زوجي ودخلت الفندق ،فلما وقفت أمامه مزقت قميصي وأنا أقول : انظر رحمة الله ، وأخبرته بما حدث ، فلم يصدق ذلك ، وأخذ يبكي ويصيح بصوت الله واكبر .

الكلمات المفتاحية: