قصيدة الجرح القديم للشاعر محمود درويش

جوجل بلس

قصيدة الجرح القديم

واقف تحت الشبابیك،
على الشارع واقف
درجات السلّم المھجور لا تعرف خطوي
لا و لا الشبّاك عارف
من ید النخلة أصطاد سحابھ
عندما تسقط في حلقي ذبابھ
و على أنقاض أنسانیتي
تعبر الشمس و أقدام العواصف
واقف تحت الشبابیك العتیقھ
من یدي یھرب دوريّ وأزھار حدیقھ
اسألیني: كم من العمر مضى حتى تلاقى
كلّ ھذا اللون والموت، تلاقى بدقیقھ؟
وأنا أجتاز سردابا من النسیان،
والفلفل، والصوت النحاسي
..من یدي یھرب دوريّ
!وفي عیني ینوب الصمت عن قول الحقیقھ
عندما تنفجر الریح بجادي
وتكفّ الشمس عن طھو النعاس
وأسمّي كل شئ باسمھ،
عندھا أبتاع مفتاحا وشباكا جدیدا
!بأناشید الحماس
!ومن الأزھار والعید، كفانا
!علمونا أن نصون الحب بالكره
!وأن نكسو ندى الورد.. غبار
أیّھا الصوت الذي رفرف في لحمي_
عصافبر لھب،
علّمونا أن نغني ،ونحب
كلّ ما یطلعھ الحقل من العشب،
.من النمل، وما یتركھ الصیف على أطلال دار
علّمونا أن نغني، ونداري.
حبّنا الوحشيّ، كي لا
!یصبح الترنیم بالحب مملا
عندما تنفجر الریح بجلدي
سأسمي كل شئ باسمھ
وأدق الحزن واللیل بقیدي
يا شبابيكي القديمة..

مواضيع ذات صلة لـ قصيدة الجرح القديم للشاعر محمود درويش: