تابعي كبير، وعالم نبيه.
قال في وصفه العلَّامَة الدرجيني: شيخ الصيانة والنزاهة، وركن الديانة والفقاهة، المحافظ على طريق الصديقين والمُطَّرح في حرمة الخالق حرمة المخلوقين.
ووصفه الشماخي بأنه المشهور في الورع والعلم والنباهة، له الكعب العالي بين الفضلاء والنصيب الأوفى بين الأتقياء.
أخذ العلم عن جابر بن زيد بالبصرة، وغير بعيد أن يكون أخذ عن مجموعة من الصحابة خاصَّة أنس بن مالك -رضِيَ اللَّه عنه-.
قال الدرجيني: “هو شيخ أبي عبيدة، وكان ما حفظ عنه أبو عبيدة أكثر مِمَّا حفظ عن جابر”.
كان جعفر من الفقهاء الذين وهبهم اللَّه باعًا طويلًا في العلم، متواضعًا لله موصولا بربه، أُثِرَ عنه قوله في بعض خطبه: كم مذكر باللَّه ناس لله، وكم من مخوف من اللَّه جريء على اللَّه، وكم من مقرب إلى اللَّه بعيد عن اللَّه، وكم من داع إلى اللَّه فاتر من اللَّه، وكم من تالٍ لكتاب اللَّه منسلخ من آيات اللَّه.
وهو من أبرز المحكِّمة المنكرين لجور الأمويين، ومن ضمن الوفد الإباضِيَّ الذي وفد على الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز-رضِيَ اللَّه عنه-، فوافقهم عمر في كثير مِمَّا جاؤوا به، وقد كان جعفر ألطف الوفد بعمر حتى قال الخليفة عمر -رضِيَ اللَّه عنه-: ما فيكم أرفق بالأشج من هذا؛ يعني جعفرا.
خرج هو والحتّات بن كاتب مع يزيد بن المهلب في قتاله ضد الدولة الأموية فقُتلا -رَحِمَهُما اللَّه- معه سنة 102هـ، فتكلم الناس في ذلك، فأظهر أبو عبيدة ولايتهما، فنزل الناس إلى ذلك من قوله فيهما.