محتويات المقال
(ت: في أواخر القرن 2هـ) هو العلَّامَة الفقيه أبو سفيان محبوب بن الرُّحَيل بن سيف بن العنبر بن هبيرة بن أبي وهب بن عمر بن عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، المخزومي القرشي، جده سيف من فرسان النبي -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم-.
وُلِدَ في أوائل القرن الثاني في البصرة وأصله من مكة المكرمة، وقد تُوفِّيَ عنه والده وهو صغير فتزوج الإمام الربيع بن حبيب والدة محبوب.
وهكذا نشأ في كنف الإمام الربيع وأخذ عنه العلم وعن غيره كالإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، وحدَّث عن وائل بن أيوب والمليح بن حسان وسمع عن المعتمر بن عمارة وقال عنه: “وقد كان من خيار من أدركته”.
أخذ العلم عنه كثيرون منهم ابنه محمد وأبو صفرة عبد الملك بن صفرة وأبو غانم بشر بن غانم الخراساني، وانتقلت إليه زعامة الإباضِيَّة بالبصرة بعد وفاة وائل بن أيوب.
ذكره البعض ضمن حملة العلم إلى عمان ويذكرون أنَّه جاء إلى عمان مع شيخه الربيع، وأنه سكن صحار ثمَّ رجع إلى البصرة ومنها إلى مكة -حرسها اللَّه-، وكانت له بمكة خيام تسمَّى مضارب محبوب وهي مورد الحجاج العمانيين في موسم الحج.
وعندما كان رئيسا للإباضِيَّة في مكة خالفه هارون بن اليمان في مسائل بعث بها إلى الإمام غسان بن عبد اللَّه اليحمدي في عمان، ولَمَّا وصلت إلى الإمام غسان رسالة هارون بعث بها للإمام محبوب بمكة فتعقَّب آراء هارون في رسالة مستقلة، وله روايات عن الإمام الربيع عددها 20 حديثًا ضمها العلَّامَة أبو يعقوب الوارجلاني في الجزء الرابع من كتاب الترتيب، ولعل من أنفس كتب التأريخ عند الإباضِيَّة الأوائل كتاب السير للإمام محبوب المعروف بـ سير أبي سفيان في أخبار أهل الدعوة، ويروى عن الإمام أفلح بن عبد الوهاب الرستمي -رضِيَ اللَّه عنه-قوله: “عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة، ولا سيما كتاب أبي سفيان” ومن المؤسف تكون هذه السير في عداد المفقودات إلا أنَّ كثيرًا من نصوصه مضمنة في بعض المصادر كالضياء وبيان الشرع وسير الشماخي ومؤلفات البرادي.
تُوفِّيَ ودُفِنَ -رَحِمَهُ اللَّه- في مكة المكرمة في عهد الإمام غسان (192 – 207هـ) وترك ذرية صالحة تعاقب فيها العلم والفضل، من أشهرهم أولاده محمد وسفيان والمحبر وحفيداه عبد اللَّه وبشير ابنا محمد والإمام العادل سعيد بن عبد اللَّه بن محمد بن محبوب.