محتويات المقال
لقبه أبو أيوب من أهل حضرموت باليمن.
عالم فقيه، عاش في القرن الثاني الهجريِّ، وسكن البصرة وتزوج بها، من الذين أخذوا العلم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ونقل عن أم جعفر عن زوجها أبي عبيدة، وسأل الربيع بن حبيب، وكان من طبقته ثمَّ خلفه على رئاسة أهل الدعوة بعد وفاته، وكانت له مساهمات فعلية في إقامة إمامة طالب الحق الكندي في اليمن، والإمامة بعمان.
أخذ عنه كثير من الطلبة في العراق وحضرموت وخراسان والحجاز وغيرها، فكان مِمَّن روى عنه أبو غانم الخراساني ونقل عنه أبو سفيان محبوب بن الرُّحَيل وأبو صفرة وهاشم وحفظ عنه أبو عيسى.
كان أبو أيوب واحدًا من كبار جماعة المسلمين، وعاصر جماعة كبيرة منهم كالربيع والمعتمر وعبد الملك، يقول العلَّامَة وائل: “أدركت بحضرموت رجالًا إن كان الرجل منهم لو ولي على الدنيا لاحتمل ذلك في عقله وحلمه وفهمه وورعه”.
اتصف أبو أيوب برسوخ قدمه في الفقه وعلم الكلام، حتى أنَّ أبا عبيدة الصغير عبد اللَّه بن القاسم عندما يُسأل يقول: “عليكم بوائل فإنه أقرب عهدا بالربيع”.
وكان في فتواه يحب التسهيل ويقول: “إنما الفقيه الذي يعلم الناس ما يسع الناس فيه مِمَّا سألوا عنه، وأمَّا من يضيق عليهم، فكل من شاء أخذ بالاحتياط”.
وهو من أبرز العلماء الذين اجتمعوا لعقد الإمامة لغسان بن عبد اللَّه اليحمدي سنة 192هـ، بعد موت الإمام الوارث بن كعب الخروصي في عمان.
من آثاره: مناظرة مع رجل من المعتزلة، وله سيرة مشهورة ضمن مجموعة سير علماء الإباضِيَّة، تنبئ عن رسوخ قدمه وسعة اطلاعه.
وله سيرة في اعتقاد الدين منشورة، وهو مِمَّن شارك في تأليف الرسالة الحجة مع الربيع بن حبيب ومخلد بن عمرو.
رجع أبو أيوب إلى اليمن حين إقامة الإمامة فيها وقاتل مع طالب الحق في معاركه، إلا أنَّه لما قُتِلَ طالب الحق عاد إلى البصرة، ومكث فيها مع الربيع إلى أن تُوفِّيَ فيها، ولا يُعلم تاريخ وفاته إلا أنَّه بعد 177 هـ.