كيف كرم رسول الله السيدة صفية بنت حيي

جوجل بلس

تكريم النبي السيدة صفية بنت حيي

كان رسول الله حليمًا بالسيدّة صفيَّة -رضي الله عنها- محبًّا ومُكرمًا لها؛ فقدّ بلغ صفيَّةُ أن حفصة -رضي الله عنها- قالت: بنتُ يهودّيٍّ فبكتْ، فدّخل عليها رسول الله وهي تبكي، فقال: “مَا يُبْكِيَكِ؟” قالت: قالت لي حفصة بنت عمر إني ابنة يهودّي فقال النبي : “إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ” ثم قال: “اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ وحجَّ النبي بنسائه، حتى إذا كان ببعض الطريق نزل رجلٌ فَسَاقَ بهنَّ -يعني النساء- فقال رسول الله : “كَذَلِكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ” يعني بالنساء، فبينما هم يسيرون بَرَكَ بصفيَّة جملها، وكانت من أحسنهنَّ ظهرًا، فبكتْ، فجاء رسول الله حين أُخْبِرَ بذلك، فجعل يمسح دّموعه وجعلتْ تزدّادّ بكاء وهو ينهاها، فلمَّا أكثرتْ زجرها وانتهرها، وأمر الناس فنزلوا، ولم يكن يريدّ أن ينزل، قالت: فنزلوا، وكان يومي، فلمَّا نزلوا ضُرِبَ خباءُ النبي، ودّخل فيه، فلم أدّرِ علامَ أُهْجَمُ مِنْ رسول الله، وخشيت أن يكون في نفسه شيء، فانطلقتُ إلى عائشة، فقلت لها: تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله بشيء أبدّا، وإني قدّ وهبتُ يومي لك على أن تُرِضي رسول الله عني قالت: نعم.

قالت: فأخذتْ عائشة خمارًا لها قدّ ثَرَدّتْه بزعفران، ورشَّته بالماء لتُزْكي ريحه، ثم لبستْ ثيابها، ثم انطلقتْ إلى رسول الله فرفعت طرف الخباء، فقال لها: “مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ يَوْمَكِ؟” قالت: ذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء. فقال مع أهله. فلمَّا كان عندّ الرواح، قال لزينب بنت جحش: “أَفْقِرِي لأُخْتِكِ صَفِيَّةَ جَمَلاً”. وكانت من أكثرهن ظهرًا، فقالت: أنا أُفْقِر يهودّيَّتك. فغضب رسول الله حين سمع ذلك منها، فهجرها، فلم يُكلِّمْها حتى قدّم مكة وأيام مِنى من سفره حتى رجع إلى المدّينة والمحرَّم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، فأَيِسَتْ منه، فلمَّا كان شهر ربيع الأول دّخل عليها رسول الله فرأت ظلَّه، فقالت: إن هذا الظلَّ ظلُّ رجل، وما يدّخل علَيَّ النبي، فَمَنْ هذا؟ فدّخل عليها رسول الله فلمَّا رأته قالت: رسول الله، ما أدّري ما أصنع حين دّخلتَ علَيَّ. وكانت لها جارية تخبِّئها من رسول الله، فقالت: فلانة لكَ.

مواضيع ذات صلة لـ كيف كرم رسول الله السيدة صفية بنت حيي: