يعد الصدر الأعظم العثماني خير الدين التونسي من أبرز الشخصيات العثمانية في القرن التاسع عشر. عمل في منصب الصدر الأعظم بعهد السلطان عبد الحميد الثاني خلال فترة ما بين 1878 و1879. ولد خير الدين التونسي، أو خير الدين باشا، وهو أحد رموز الإصلاح بالبلاد التونسية عام 1820 في قرية بجبال القوقاز. وتوفي والده في إحدى المعارك العثمانية ضد روسيا، وأسر وهو طفل وبيع في إسطنبول لـتحسين بك القبريصي الذي رباه تربية خاصة. وفي عام 1837، اشتراه والي تونس أحمد باشا من سيده وأخذه إلى قصره في تونس وهو في السابعة عشر من عمره. وتمكن خير الدين باشا من تعلم الفنون العسكرية والسياسية والتاريخ، كما تعلم ثقافة واللغة الفرنسية جيدا. تولى خير الدين باشا عددًا من المناصب الرفيعة في حياته، وفي عام 1852 سافر إلى باريس و حصل على الجنسية الفرنسية وبقي هناك أربع سنوات، وبعد عودته تم تعيينه وزيرا للحبر وقام بعدد من الإصلاحات ومن أهمها؛ تجديد ميناء حلق الوادي وتنظيم إدارة العليم والصحة والاقتصاد وضبط القوانين مع الدول الأجنبية للحفاظ على الأراضي التونسية. أنشأ خير الدين باشا في عام 1861 مجلس الشورى التونسي المكون من ستين عضوا، وأصبح رئيسا له. وفي عام 1862 بسبب ازدياد فساد الوضع السياسي في البلاد نتيجة سوء تصرف المسؤولين، قدم خير الدين باشا استقالته من جميع مناصبه، وانقطع عن وظائف الدولة حتى عام 1869. ومنذ عام 1869 وحتى عام 1868 عاش خير الدين باشا بعيدا عن السياسة، وفي هذه الفترة ألف كتابا تحت اسم أقوم المسالك في معرفة الممالك، وطبع هذا الكتاب في مطبعة في تونس. وفي عام 1870 عاد خير الدين باشا إلى ساحة السياسة، وتولى منصب رئاسة الوزراء وقام بالكثير من الإصلاحات، ومنها أنه أنشأ أول محجر صحي في تونس، كما قام بتوزيع أراضي الدولة التونسية على الفلاحين، وشجعهم على زراعة الزيتون والنخل. قدم خير الدين باشا إلى إسطنبول في عام 1878، وطلب السلطان عبد الحميد الثاني الاستفادة من جهوده في الإصلاح وعينه صدرًا أعظم، ولكن في عام 1879 استقال باشا من منصبه. وقضى باقي عمره في منطقة كورو جشمة بإسطنبول، وتوفي عام 1890، ويقع قبره في منطقة أيوب بإسطنبول.