مواضيعالاسلامالفتوىما هو زواج المسيار

ما هو زواج المسيار

بواسطة : admin | آخر تحديث : 18 مارس، 2022 | المشاهدات: 202

زواج المسيار

 

ما هو زواج المسيار مقصود به أنّه عقدٌ شرعي بين رجل وامرأة مستوفي كافة أركان وشروط عقد الزواج الصحيح؛ إلا أن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة بكامل إرادتها وبرضاها.

ما هي صور زواج المسيار

إنّ لزواج المسيار صورتان فيما يأتي بيانهما:

الأولى: وهي أن يعقد الزوجين عقدًا شرعيًا مستوفيًا كافة الشروط والأركان المطلوبة في عقد الزواج كالولي والمهر والشهود، لكن بوجود شرط من الزوج بإسقاط المسكن والنفقة، فتبقى الزوجة في بيتها الخاص بها ويأتي إليها الزوج ولا ينفق عليها.

الثانية: وهي أن يعقد الزوجين عقدًا شرعيًا مستوفيًا للشروط والأركان، إلا أن الزوج لا يشترط إسقاط النفقة وإنما يشترط على الزوجة أن لا يلتزم بالمبيت عندها، والذي يدفع الزوج بهذا الفعل هو إخفاء زواجه عن أهل بيته، خوفًا من وقوعه في المشاكل في حال علمِهم بزواجه، وهذه الصورة هي الأكثر شيوعًا.

شروط صحة زواج المسيار

– الإشهار ، والمقصود بذلك عند الجمهور وجود الولي وشاهدين في العقد.

– إيتاء المهر للزوجة، وإذا لم يُسمّ في العقد فتأخذ مهر من مثلها من النساء.

– لا يكون من ضمن الشروط في العقد تنازل المرأة عن حقها في الجماع أو القسم في المبيت، وفي حال وجود هذه الشروط في العقد فإن العقد صحيح والشرط باطل، وقال بعضهم يبطل الزواج أيضًا.

– أن لا يكون من شروط العقد عدم بذل المهر “الصداق”، فإن وجد شرط أنه لا يوجد مهر فقال جمهور الفقهاء بفساد هذا الشرط واختلفوا في صحة العقد وقال أكثر السلف بفساده.

– أن يُسمح للمرأة بتراجعها عن بعض الشروط التي قبلتها كإعفاء الزوج من النفقة والسكن فهو من حقوقها.

ما حكم زواج المسيار

قال الأئمة الأربعة في الحكم ثلاثة آراء والحالات كما يأتي:

القول الأول 

أنه مباح مع الكراهة، وحُجّتهم في ذلك أنّ عقد القران تامُّ الأركان والشروط ولا يوجد فيه ما يُفضي إلى الحرام كغيره كالمتعة وغيره، ففيه يقع اتفاقٌ بين الزوجين برضاهما بعدم وجود حق المبيت للزوجة أو القسم أو غيرها، واستدلوا بأنَّ أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- وهبت يومها لما كبرت في العمر إلى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فكانت تنال يومين يومها ويوم سودة رضي الله عنهما، فهذا دليلٌ جلي بأنّه يحق للزوجة أن تتنازل عن حقها المشروع كالمبيت أو النفقة.

والثاني 

أنه حرام، محتجين بأنه ينافي المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية من تحقيق الزواج كبناء بيت فيه مودة ورحمة وسكن والمحافظة على استمرار النوع الإنساني، وقيام الزوج بواجباته تجاه زوجته وأسرته كما ينافي مقاصد النفسية والاجتماعية واستدلوا بهذا بالقاعدة الفقهية التي تقول أن العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني.

كما أنه مُحدث لم يعرفه المسلمون ويخالف نظام الزوَُاج الإسلامي المعروف، وفيه شروط مخالفة لمقصود العقد، كما أنّه سيفضي إلى الإفساد والفساد؛ لما فيه من تهاون في تقدير المهر وعدم تحمل المسؤولية من قبل الزوج كما أنّه قد يحدث بالسر أو من غير وجود الولي مخالفًا بذلك شروط العقد الصحيح.

والثالث 

التوقف في حكم الزواج وعدم التوسع في البحث عن حكمه وتعاطيه، فهو لا يسلم من المحاذير التي قد تدفع للقول بأنّه مكروه أو حرام.

ما حكم زواج المسيار بدون ولي

وأن حكم زواج المسيار بدون ولي فهو لا يختلف عن حكم عقد الزواج من غير ولي وللفقهاء قولان فيه:

مذهب الجمهور

أن عقد الزواج بدون الولي عقدٌ باطل، ولا يصح عقد الزواج إلا بوجود الولي وإن قامت المرأة بتزويج نفسها فإن العقد غير صحيح، وهو ما قاله كثيرٌ من الصحابة منهم ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأم المؤمنين عائشة وابن مسعود -رضي الله عنهم- واختاره كثيرٌ من التابعين واستدلوا على ذلك بعدة أدلة وهي ما يأتي:

– ذكر عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا نكاحَ إلَّا بولي”.

– ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها ، فنِكاحُها باطلٌ ، فنِكاحُها باطلٌ ، فنِكاحُها باطلٌ ، فإن دخلَ بِها ، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها ، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه”.

– روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تُزوِّجُ المرأةُ المرأةَ ، ولا تُزوِّجُ المرأةُ نفسَها ، فإن الزانيةَ هي التي تُزوِّجُ نفسَها”.

– أن عقد الزواج عقد على سبيل الدوام وهو عقدٌ ذو خطورة فله مقاصد متعددة، كتحقيق الاستقرار والطمأنينة وتكوين الأسرة، وهذا ما يكون من شأن الرجل، فهو أقدر على مراعاة هذه المطالب بعكس المرأة التي تعتريها ظروف في أوقات مختلفة، فكان من مصلحتها أن يكون العقد بأمر وليها.

الحنفية

قالوا بصحة عقد الزواج بدون ولي، فإذا كانت المرأة حرة عاقلة بالغة لها أن تعقد زواجها من غير الولي واستدلوا على ذلك بدليلٍ نقلي وعقلي كما يأتي:

– ما روي عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: “الأيمُ أحقُّ بنفسِها من وليِّها ، والبكرُ تُستأذنُ في نَفْسِها ، وإذنُها صماتُها”،

– ومعنى الأيم في الحديث هي المرأة التي لا زوج لها سواءً كانت ثيبًا أو بكرًا ووجهوا الحديث على أنه يدل على جواز المرأة في تولي العقد.

– أن المرأة تملك الأهلية في إجراء كافة العقود والتصرفات المالية كالإجارة والبيع وغيره فكذلك هي تملك الأهلية على أن تزوج نفسها.

هل زواج المسيار يُسجّل في المحكمة

يوثق في المحاكم والدوائر الحكومية.

ما الذي دعا إلى ظهوره؟

إن الذي أدى إلى ظهوره كثير من الأسباب منها ما يأتي:

– ازدياد نسبة المُطلقات والأرامل والنساء اللواتي تقدمَ بهنَّ العمر بلا زواج.

– رفض ظاهرة التعدد واستنكارها مما يدفع الرجال إلى هذا الزواج لسهولة إخفائه عن الزوجة الأولى.

– رغبة البعض في إعفاف أنفسهم من غير حُرمة وبما يتوافق مع ظروفهم.

-رغبةً في التهرّب من تكاليف الزواج ومسؤولياته، وهناك نسبة كبيرة ممّن يبحث عن هذا الزواج هم من الشباب صغار السن.

انتشاره في المجتمع

من القضايا المستجدة الشعبية في مجال الأسرة ،والبيت الإسلامي والتي دار حولها جدال كثير وارتفعت حدة الخلافات فيها واثاره الضجة في المجتمع العربي حول مشروعيتها بين مؤيد ورافض ، ظهور شكل جديد من أشكال الزواج مؤخراً، هو زواج المسيار ،يختلفون فيه علماء وفقهاء الأمة فيه حيث أثار الكثير من الجدل حول مدى مشروعيته الديني والحقوق والواجبات المترتبة عليه من حيث النسل ،والإرث والعدة ،والطلاق واستباحة البضع ،والسكن ،والنفقة،وغير ذلك مما يترتب على عقد الزواج الشرعي.

وقد بدأت هذه الظاهرة في الإنتشار في ماليزيا بداية عبر الطلاب ورجال الأعمال السعوديين والعرب المقيمين في ماليزيا سواء بصفة دائمة أو على فترات متباعدة أو متقاربة رغبة منهم في وجود بيت وزوجة

الكلمات المفتاحية: