محتويات المقال
ما هو زواج المسيار كلمة عربية تعود إلى لهجة أهل البادية، و المراد بها التيسيير عليها بمعنى السير إلى المرأة من ناحية، و إدخال السرور عليها من ناحية أخرى.
وهي كلمة دارجة في بعض بلاد الخليج، ويقصدون منها المرور وعدم المكث الطويل، فكأن الزوج السائر الماشي الذي يتخفف في سيره من الأثقال، وبعض الالتزامات، وفي إقليم نجد يستعمل بمعنى الزيارة النهارية، لأن الرجل يذهب إلى زوجته غالباً في زيارات نهارية ، شبيهة بما يكون من زيارات الجيران.
والسير في لغة العرب: المضي في الأرض، تقول العرب : سار الرجل سيراً، ثم سمي هذا النوع من الزواج مسيار، حيث أن الرجل هو الذي يذهب إلى بيت الزوجة، وليس العكس وربما كانت عنده زوجة أخرى يقوم بالنفقة عليها والمبيت عندها.
يتم زواج المسيار بعقد شرعي، ومهر متفق عليه بين الزوجين، لكنه يعفى من شيئين أساسيين وهما :-
1- إعفاء الرجل من حق النفقة على الزوجة.
2- إعفاء الرجل من المبيت عند الزوجة. ( تنازل الزوجة عن حقها في مبيت الزوج لديها)
وهذا التنازل يتم بالتراضي بين الزوجين عند العقد، حيث أنها – أي الزوجة – تسقط حقها من النفقة والمبيت عندها بكل إرادتها وإقرارها بذلك.
أما سائر الشروط المفروضة في الزواج الشرعي، فإنها تنطبق على زواج المسير كالولي والإقرار من الطرفين بالخلو من الموانع، والإشهاد على الزواج، وحق الميراث إن كان من جهة الزوج أو الزوجة ونسبة الولد لأبيه وأمه، مع مراعاة حق الرعاية والنفقة على الأولاد، والقيام على تربيتهم التربية الإسلامية المطلوبة، وغير ذلك مما هو معروف بالضرورة من الشرع.
اتفقت التعريفات أن الفرق بين الزواج الرسمي وزواج المسيار هو عدم وجود شرط يقضي بإسقاط حق الزوجة في النفقة والمبيت، كما أن طبيعة زواج المسيار تقضي بعدم وجود قوامة على المرأة من قبل الزوج، فهي تتصرف في حياتها إقامة في منزلها وخروجاً منه وفق رأيها.
وتبين لنا أيضاً أن الزواج العرفي زواجاً شرعي قد أستكمل كل شروطه، وقد كان هو الزواج المتعارف عليه طيلة ثلاثة عشر قرناً بين المسلمين.
1- بداية ظهور زواج المسيار :-
عرف هذا النوع من الزواج منذ عدة سنوات، وقد قيل أن هذا الزواج ظهر لأول مرة في منطقة القصيم ( السعودية ) ثم انتشر في المنطقة الوسطى، ويبدو أن الذي ابتدع الفكرة وسيط يدعى الغنيم، وقد لجأ إليه لتزويج النسوة اللاتي لم يتزوجن بعد، أو المطلقات اللاتي أخفقن في زواج سابق.
كما أنه نتيجة للتشدد في الزواج العادي ومحاصرته بعوائق الأعراف، والتقاليد، والشروط الصعبة التي تتسم بالضيق والتشدد، وعدم تمكين الشباب المسلم من حق شرعه الله وهو الزواج، وقد انتشر هذا النوع من الزواج في كل دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى.
2-الأسباب التي دعت إلى ظهوره :-
بعض هذه الأسباب تعود إلى الرجال ، والبعض الأخر يعود إلى النساء.
يعد زواج الميسار من القضايا المستجدة في على الأسرة والأطفال ،والتي أرقت العديد حولها جدل كبير وارتفعت حدة الخلافات فيها وللعديد من الأسئلة حول مشروعيتها الديني وقد اختلف المجتمع بين مؤيد ورافض، ويختلف القول من علماء وفقهاء الأمة فيه حيث أثار الكثير من الضجة حول مدى مشروعيته.
يعد زواج الميسار من الحالات المجتمعية الخاصة مستحدث ومن غير الواضح ان يقوموا العلماء بإعادة النظر بفتوى شرعية له من دون الرجوع الي الاحكام وضرورة حل مشكلة بحد ذاته ليس للعديد من التساؤلات المربكة في تقاليدنا الشعبية تراثنا ومن ناحية تأثيره لابد وأن القرآن الكريم يقدم حلولا تضم الشرط الزواج بولي وشاهدي عدل فيما يختلفون به الأئمة الأربعة ويبين الله تعالى حيث يجيب على كل في الكتاب والسنة.
الأول : رأي الشيخ يوسف القرضاوي :- ” هو زواج شرعي يتميز عن الزواج العادي بتنازل الزوجة فيه عن بعض حقوقها على الزوج، مثل ألا تطالبه بالنفقة ،والمبيت الليلي عندها إن كان متزوجاً.
الثاني : الشيخ ابن منيع من كبار علماء المملكة العربية السعودية و القاضي بمكة المكرمة : ” الذي أفهمه من زواج المسيار وأبني عليه فهمي وما أفتي به حوله، أنه زواج مستكمل لجميع أركانه وشروطه، فهو يتم بإيجاب وقبول وبشروطه المعروفة من رضا الطرفين.
الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق وعميد كلية أصول الدين بالأزهر فيقول :” الزواج في الشريعة الإسلامية من أقدس العلاقات الإنسانية والبشرية والاجتماعية، التي راعاها وحافظ عليها وأمر باتخاذ كل السبل لتيسيره بين بني الإنسان، وحمايته بميثاق غليظ بين الحقوق والواجبات الأسرية والزوجية، مباركاً بكلمة الله.
وبه قال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ ومن أبرز من كان يقول اجاز إباحته.