الغزل العذري في العصر الجاهلي

الغزل العذري في العصر الجاهلي، إنَّ المتيّمين الجاهليون هم أول من يحمل اللبنة الأولى للعذراء التي تتحول إلى شكلها المثالي، صورة هذا الحب المثالي الجاهل هي نفسها فقط كما في العصر الأموي، والشعر العذري الإسلامي هو مجرد امتداد للأيتام الجاهلين لجعل شعرهم نقيًا ونقيًا, كما كان عليه من قبل، ومن الجدير بالذكر أن هذا الشعر العذري كان يعرف باسم «بني عذرة» في فترة ما قبل الإسلام.

الغزل العذري في العصر الجاهلي

يعتقد أحمد محمد الحوفي أن الغزل العذري ليس له أصل في العصر الإسلامي، ولكنه كان فنًا مستقلاً في عصر ما قبل الإسلام، لقد أصبح فنًا في حد ذاته فقط في العصر الأموي، في الشعر الجاهل، نجد العديد من القصائد والقصص للأيتام الذين دعوا الحب الصادق وسرقوا من أحبائهم، لقد فضلوا الموت على الحياة، عاش هناك رهبان كانوا مبتلين في غرفة نوم أحبائهم وماتوا من أجل هذا الحب.

من هؤلاء الشعراء المرقش الأكبر وحبيبته (أسماء)، والمرقش الأصغروحبيبته (فاطمة بنت المنذر)، وعبد الله بن العجلان وحبيبته (هند)، ومن أشهرهم ذكراً عنترة وحبيبته عبلة.

شاهد ايضا: أجمل قصائد شعر الغزل

المرقش الأكبر وحبيبته أسماء

لقد مات من أجل الحب كان يحب ابن عمه أسماء، لقد سأل عمه رفضه وأخبره أنه لن يتزوجها إذا لم يكن يعرف ذلك خطأ، تزوجها من تاجر، وكان المرقش قد ذهب إلى أحد الملوك ليمدحه ويعطيه الهدايا، وعندما عاد، قيل له أنه مات، ثمّ تبيّن له عدم صحة ذلك، فقصد ديارأسماء لكنّه مات في الطريق, قال في قصائده صورة الألم، خوف، المعاناة والحرمان:

أُغالبُك القلبُ اللجوجَ صبابةً
شوقاً إلى أسماء أم ْ أنتَ غالبُهه
يهيمُ ولا يعيا بأسماءَ قلبهه
كذاك الهوى إمراره وعواقبهه
إذا ذكرتُها النفسُ ظلتْ كأنني
يزعزعني قفقاف وِرْدٍ وصالبُهْ.

شعر عنترة العذري في عبلة

اتبعت انتارا تعليمًا خاصًا للغزل بين شعراء الغزل اليتامى, مما دفعه إلى القيام بذلك من خلال حياته الخاصة وشخصيته الفريدة، اشتهر بشهرته وحبه لعبلة، التي يهتم بها بشدة، رفض عمه الزواج منه بسبب لونه الأسود، تزوجها من الآخرين، التفت إلى الشعر لتصوير ألمه من الحب، لقد فقدت صبرك لأن شبح حبيبك لا يفصلك، أشعلت عظامه شعلة من الهواء الزائد، تقول:

أتاني طيف عبلة في المنام
فقبلني ثلاثًا في اللِثام
وودَّعني فأودَعَني لهيباً
أُسَتِّرُهُ ويشعل في عظامي
أيا ابنة مالكٍ كيف التّسلي
وعهدُ هواكِ في عهدِ الِفطام
وحقِّ هواكِ لا داويتُ قلبي
بغيرِالصَّبرِ يابِنت الكِرام

شاهد ايضا: قصيدة ما كنت أحسبني

معنى (عذري) لغة واصطلاحاً

عذري لغةً وردَ في مختارالصحاح باب عذر- (اعْتَذَر) من الذنب، والعُذْرَةُ البكارةُ، والعَذْراءُ البِكر، وجمعها العَذَارى، والعِذرة فناءُ الدار، وعِذارُ الرّجُل: شعره النابت في موضع العِذار، وفي اللّسان: العِذارُمن اللّجام ماسال على خدّ الفرس، وأعْذرَ اللّجام : جعل له عِذارًا، وعَذْرَ الغلام نبت شعر عِذارِه يعني خدّهُ.

شاهد ايضا: شعر عمرو بن كلثوم

عذري اصطلاحاً الحبّ العذري هو حب روحي أصيل، يتميز بالمثل العليا، التي تحترق منها عاطفة كبيرة وتشع منها الشوق، حيث يتيم الحبيب من قبل أحد أفراد أسرته ويوحد كل رغباته، فهي أمله الذي يرتجيه، وأمله الذي يتبتل في محرابه، والمنهل الذي يتعطش لزلاله، فلا يُنشد جمال محبوبته الجسدي بقدر مايؤسره لحن حديثها وسحرتأثيرها، وقد نُسِب إلى (بني عذرة) هذا النوع من الحب، وأوّل من عرف به متيمه.

الكلمات المفتاحية:

• الغزل العذري في العصر الجاهلي
• المرقش الأكبر وحبيبته أسماء
• شعر عنترة العذري في عبلة
• معنى (عذري) لغة واصطلاحاً