محتويات المقال
إنه محمد عز الدين بن عبد القادر القسام، المعروف باسم عز الدين القسام، ولد عام 1883 في مدينة جبالا، في اللاذقية، نشأ في عائلة متدينة ويهتم بعلم الشريعة، في سن الرابعة عشرة، سافر إلى جامع الأزهر في القاهرة عام 1896 للتخرج والعودة إلى مدينته كمدرس وخطيب، ثم أصبح عالمًا ومحاميًا مسلمًا، كان مجاهداً وقائداً، تجدر الإشارة إلى أنه خلال احتلال فرنسا للساحل السوري، كان غاضبًا من قبل مجموعة من طلابه، ثم ذهب إلى دمشق، ثم ذهب إلى حيفا وشكل مجموعته السرية المعروفة باسم رابطة القسام، المسؤولة عن اندلاع ثورة عز الدين القسام، والتي سنقدمها في هذا المقال.
شاهد ايضا: من هو تقي الدين
يمكن تقسيم ثورة عز الدين القسام إلى مراحل كالآتي:
بدأ عز الدين القسام هذه المرحلة في عام 1922، عندما كان يستعد للثورة، نشر روح الثورة في كل مكان يمكن أن يذهب إليه، وتجدر الإشارة إلى أن سلاحه في هذه المرحلة كان معرفته الوفيرة وقلبه العظيم وتفانيه الكبير لوطنه.
بدأت هذه المرحلة في عام 1925، عندما بنيت الحلقات السرية على نفس مبدأ حلقات الأرقم بن أبي الأرقم، اقتصر عدد أعضاء الحلقة على ما لا يزيد عن خمسة أشخاص، بقيادة قبطان يوجههم ويوجههم، ساهم كل عضو في هذه الندوات بمبلغ من المال كل شهر لتعزيز الدوري، شريطة ألا يقل هذا المبلغ عن 10 قروش، وتجدر الإشارة إلى أن تنظيمات القسام انقسمت إلى عدة وحدات عسكرية منظمة على النحو التالي:
وَحدة بقيادة الشيخ حسن الباير من قرية برقين، والشيخ نمر السعدي من غابة شفا عمرو، وهي مخصّصة لشراء الأسلحة.
وحدَة بقيادة ضابط من الذين خدموا في الجيش التركي، وهي مخصّصة للتدريب العسكري.
وحدِة من العمال العاملين في المصالح الحكومية ودوائر البوليس، ومن العمال العاملين مع اليهود، ومن أبرز أفرادها الشيخ ناجي أبو زيد، وهي مخصّصة للتجسّس على الإنجليز واليهود وذلك لمعرفة خططهم السرية، ولمعرفة النشاط السري للأحزاب اليهودية.
وحَدة من العلماء، وهي مخصصة للدعاية للثورة في المجتمعات والمساجد.
وحِدة مخصّصة للاتصالات السياسية، ومن أبرز أفرادها الشيخ محمود سالم المخرومي الذي اتصل بقنصلي تركيا وإيطاليا في القدس بغية شراء أسلحة حديثة منهم أثناء الحرب العالمية الثانية.
شاهد ايضا: نتائج ثورة 1919 في مصر
بلغ عدد المتمردين في العصبة 200 عام 1935، ولكن بعد ثورة البراق عام 1929، كان هناك خلاف بين حلقات القسام بسبب اختلاف الآراء بينهما، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاختلاف كان في المصلحة العامة ولم يكن نزاعًا شخصيًا بين أعضائه، يعتقد البعض منهم، مثل الشيخ خليل محمد عيسى، أنه يجب إعلان الثورة لأن تهديد اليهود أثر على البلاد بأكملها، كما طالب بجمع الأموال اللازمة للثورة من الشعب بكل الوسائل الممكنة، ومع ذلك، كان الشيخ عز الدين القسام يعتقد أن الاستعداد للثورة غير مكتمل ويميل إلى الانتظار خوفاً من الانقسامات الداخلية، من ناحية أخرى، ازداد خطر الهجرة اليهودية، كان اليهود مسلحين سرا بمساعدة السلطات القيادية، التي سرعت الثورة، تقرر إعلان ثورة في المناطق الجبلية، عقد الاجتماع الأخير للرابطة في ليلة 12 نوفمبر 1935 في حيفا، في منزل القائد محمود سالم المخزومي، وقرروا نقل العشرات من إخوة القسام المدربين عسكرياً إلى منطقة جنين لدعوة الناس للمشاركة في الثورة المسلحة الواسعة النطاق، بالإضافة إلى فرق المتمردين الرئيسية.
تزايدت رغبة مجموعة من شباب القسام في التعبير عن غضبهم من سياسة تهويد فلسطين، لقد قتلوا جميع اليهود الذين يمكن قتلهم، تجدر الإشارة إلى أن أحمد غلايني، أحد رجال القسام، صنع حاويات كبيرة في حيفا لاستخدامها ضد اليهود، قام بتسليم طردين منهم إلى الحاج صالح أحمد طه، من قرية الصفورية، وكان هذا الأخير يحمل ثلاث بنادق حربية من أسلحة الشيخ عز الدين القسام، واستخدمها مع مصطفى علي الأحمد والشيخ أحمد التوبة ضد المستوطنات اليهودية في مرج بن عامر، كما قام الحاج صالح أحمد طه بزرع قنبلة على منزل أربعة حراس يهود في مستوطنة ناحال الواقعة بين الناصرة وحيفا بالقرب من قرية مجدل، قتلت القنبلة يهوديين وأصابت الاثنين الآخرين، تجدر الإشارة إلى أنه تم الكشف عن سر الجهاز عن طريق الصدفة فقط بعد ثلاثة أشهر، في ذلك الوقت، حاصرت الشرطة قرية سافوريا وصادرتها من منزل مصطفى علي الأحمد، ثم تم اعتقاله وتعذيبه بوسائل مختلفة حتى اعترف، واعتقلوا إبراهيم أحمد طه وأحمد غلايني وخليل محمد عيسى وأحمد التوبة، ثم أجروا محاكمة عسكرية حُكم فيها على مصطفى علي الأحمد بالإعدام مع الإعدام، وحُكم على أحمد غلايني بالسجن 15 عاماً.
شاهد ايضا: ثورة البراق الشريف
في ليلة 12 نوفمبر 1935، غادر القسام حيفا مع 25 من رجال إخوته إلى قرى منطقة جنين لدعوة الناس للمشاركة في الثورة، دخل القسام إلى كفر دان ثم أرسل رسله إلى قرى عربة وقباطية ويعبد وسندلة وفاقوعة ليشرح للشعب أهداف الثورة، أجاب الناس والدي رسول القسام، لعلمهم به، وتجدر الإشارة إلى أن تحركات القسام كانت تتم من قبل ضباط شرطة سرية في ذلك الوقت.
خططت الشرطة الإنجليزية لمحاصرة قرية الشيخ زيد، القرية التي كان القسام حاضرا فيها مع العديد من أفراد عصابته، كان هذا الحصار رغبة من الإنجليز في قطع الاتصال بين القرية والقرى المجاورة الأخرى، خوفا من أن تأتي المساعدات إليه من القرى المجاورة، ومع ذلك، تم تنبيه الأخوين القسام إلى عملية الحصار، كما أبلغ القسام، الذي أمرهم بالاستعداد والدفاع عن حقهم في آخر قطرة دم، مما أدى إلى معارك بين قوتين غير متكافئتين في العدد أو العدد، كان هناك أربعون رجلاً من الشرطة الإنجليزية مقابل كل رجل في القسام.
رفض عز الدين القسام الاستسلام، استمر هو وإخوته في القتال، قتل عدد من ضباط الشرطة الإنجليزية، واستمرت المعركة ست ساعات حتى استشهد الشيخ عبد الله الزباوي والشيخ محمد حنفي أحمد ثم الشيخ عز الدين القسام، وأصيب الشيخ نمر السعدي واعتقل السيد عربي بدوي، الشيخ أحمد جابر والشيخ محمد يوسف، في حين نجا الشيخ توفيق الزيري والشيخ معروف حجازي والشيخ ناجي أبو زيد من الحصار، تم إجراء محاكمات عسكرية ضد السجناء، وحُكم على محمد يوسف وحسن الباير وأحمد جابر وعربي بدوي بالسجن 15 عاماً، في حين حُكم على نمر بالسجن 15 عاماً، اعتقل السعدي غيابيا لمدة عامين واعتقل بعد عدة أشهر من محاكمته.
قضى الإنجليز على قائد الثورة وبعض إخوته، مما أدى إلى فشل خطتهم المخطط لها لاحتلال الدوائر الحكومية في حيفا للاستيلاء على الأسلحة وتسليمها للمتمردين لتنفيذ أعمالهم الحربية، ومنع إقامة دولة يهودية في أي مكان في بلد، فلسطين، أخوة الشيخ عز الدين القسام اختفوا في الجبال لاستكمال الرسالة الثورية للشيخ عز الدين القسام، قاوم سكان حيفا السلطات الإنجليزية، وكرموا شهداء الجامعة وأقاموا جنازة رسمية لهم، حضرها عشرات الآلاف من الناس من أقصى الشمال والجنوب، نظموا مظاهرة وطنية خلال جنازة الشهداء، عندما هاجموا أقسام الشرطة، وألقوا الحجارة على الدوريات الإنجليزية وحرضوا الناس على التمرد والقتال.