سأل معاوية صحار بن عباس وهو من أفصح العرب: ما هذه البلاغة التي فيكم ؟
فقال: شئ تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا .
فقل له من عرض القوم: هم بالسر والرطب أبصر منهم بالخطب ؟
فقال صحار: أجل، والله إنا لنعلم أن الريح لتنفخه، وأن البرد ليعقده، وأن القمر ليصبغه، وأن الحر لينضجه .
فقال له معاوية: ما تعدون البلاغة فيكم ؟
قال: الإيجاز .
قال له معاوية: وما الإيمان ؟
قال صحار: أن تجيب فلا تبطئ، وأن تقزل فلا تخطئ !
فقال معاوية: أو كذلك تقول .
قال صحار: أقلني، يا أمير المؤمنين، لا تبطئ ولا تخطئ .