طرق الصبر على المصائب
وهذه أمور مهمة لو أيقن بها المصاب لهانت عنده مصيبته:
– أن يؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه؛ كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ (43) .
– … أنْ يعلم أنّ ما أصابَ العبدَ المؤمن إنما هو تمحيص له من الله تعالى، وأن يرجو أن يكون ذلك من علامة محبة الله عزَّ وجلَّ له، لأن البلاء مظنة للتطهر من الخطايا، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،
(43) أخرجه الترمذي، كتاب: القدر، باب: ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره، برقم (2144) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ (44) .
– … أن يصبر ويحتسبَ أجر ذلك عند الله، ويجعلَ تعلُّقه بالله وحده، وأن ينتظر الفَرَج منه سبحانه؛ فإن ذلك من أفضل العبادة، وأن يسأل الله العافية؛ كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ (45) .
(44) أخرجه الترمذي، – وحسّنه – كتاب: الزهد، باب: ما جاء في الصبر على البلاء، برقم (2396) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(45) جزء من حديث أخرجه الترمذي – وحسّنه – كتاب: الدعوات، باب: في العفو والعافية، برقم (3594) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.