مواضيع حصرية ومتنوعة – استمتع بكل لحظة معنا

كيف احمي نفسي من الحسد

كيف احمي نفسي من الحسد

وهاك – أخي القارئ – ملخصًا لأسبابٍ عشرة، ذكرها ابنُ القيم رحمه الله، يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر بإذن الله (40) :
1- … التعوُّذ بالله من شرِّ هؤلاء والتحصُّن به سبحانه واللجوء إليه (41) .
2- … تحقيق تقوى الله عز وجلَّ بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ فمن اتقى الله تولَّى اللهُ حِفْظَه ولم يكِلْه إلى غيره طَرْفة عين.
3- … التحلِّي بالصبر على العَدوِّ الحاسد؛ فما نُصِرَ محسودٌ على حاسده بمثل الصبر عليه، ولا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله.
4- … التوكل على الله تعالى؛ فمن يتوكل على الله فهو حَسْبُه، وهذا التوكل هو (40) انظر: بدائع الفوائد لابن القيم، -238/2) (246 .
(41) أوردت في الملحق الثاني من هذا الكتاب بعض الأذكار والتحصينات فخذها بقوة، فإنها جِدُّ نافعة.

من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبدُ ما لا يطيق من أذى الخلق.
5- … تفريغ القلب من الاشتغال بالحاسد، والفكرِ فيه، وأن يقصد المحسودُ أن يمحوه من باله كلما خطر له، فلا يلتفت إليه، ولا يخافه.
6- … الإقبال على الله والإخلاص له، وهذا حصن حصين لا خوف على مَن تحصَّن به، ولا ضَيْعَةَ لمن أوى إليه.
7- … تجريد التوبة إلى الله من الذنوب؛ فما سُلِّط على العبد ما يؤذيه إلا بذنب، عَلِمه أو لم يَعلمْه.
8- … التصدُّق والإحسان ما أمكن؛ فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ودفع العين وشرِّ الحاسد؛ فقد جاء في الأثر: «داوُوا مرضاكم بالصدقة» (42) .
9- … إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه؛ فالإحسان إلى الخلق يورث المودة، ويخفِّف من وطأة الشحناء أو يزيلُها؛ كما قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *} [فُصّلَت: [34 .
10- … تجريد التوحيد لله جل وعلا؛ ذلك أن التوحيد هو حصن الله الأعظم، فمن دخله كان من الآمنين، وكذلك الترحُّل بالفكر في الأسباب إلى المسبِّب العزيز الحكيم، واليقين بأن كل شيء لم يكن ليضر أو ينفع إلا بإذنه سبحانه.

(42) جزء من حديث مرسل، ذكره أبو داود في (المراسيل) ، -127ص) (128 ، عن الحسن البصري، رحمه الله. ونصه: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَاسْتَقْبِلُوا أمْوَاجَ الْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ» ، وقال البيهقي في السنن الكبرى (382/3) ، بعد أن ساق طريقًا مرفوعًا له بنحوه – عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه -: وإنما يُعْرَف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وقد روي مرفوعًا أيضًا عن ابن عمر، وعن أبي أمامة، وعن سَمُرة بن جُنْدُب، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم. والحديث بكل طرقه المرفوعة لا يصح؛ إمَّا لوجود متروكٍ في السند، أو لانقطاع فيه، أو لجهالة في أحد رجاله؛ لكنْ أحسن ما روي فيه – كما سبق – المرسلُ عن الحسن البصري رحمه الله.

 

Exit mobile version